ويتكامل الخير العام والخاص للمسلمين، فهذه الأمور: -أمور الدين العامة،
وأمور الدنيا الخاصة- لاشك أننا نرجع فيها إلى أهل السياسة من المسلمين، وأهل
العلم من المسلمين، ولهذا يقول الشاعر:
والبيت لا يُبْتَنَى إِلاَّ عَلَى عَمَدٍ **** وَلاَ
عِمَادَ إِذَا لَمْ تُرْسَ أَوْتَادُ
فَإِنْ تَجَمَّعَ أَوْتَادٌ وَأَعْمِدَه **** وَسَاكِنٌ
بَلَغُوا الأَمْرَ الَّذِي كَادُوا
لاَ يَصْلُحُ النَّاسُ فَوْضَى لاَسَرَاةَ لَهُمْ **** وَلاَ
سَرَاةَ إِذَا جُهَّالُهُم سَادُوا
هذا هو عين الحكمة، وعين الرحمة، وعين الألفة، وعين المصلحة العامة
والخاصة، فالواجب الانضباط بهذين الأصلين العظيمين؛ اللذين عليهما مدار صلاح الدين
وصلاح الدنيا، فالواجب التقيد بالسير على هذين الأصلين، والاستمرار على ذلك، وأن
يكون ذلك على أيدي الساسة المسلمين والعلماء المسلمين، وهذا هو الذي تركنا عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي أوصانا بالتمسك به والاستمرار عليه.
ولاشك أنها تحدث مشكلات دينية ودنيوية، فلا بد لها بمن يقوم بحلها
وإصلاحها، والاستقامة عليها، وهذا هو الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
«عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا
عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ
مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةُ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ في النَّارِ»
([1]).
والمسار على هذين الأصلين -العظيمين- كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة، فبهذا يستقيم أمر المسلمين، وتصلح أحوالهم، وتصلح أمورهم، ويكونون على منهج واضح.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4609)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142).