×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 الثانية: «وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ»، فعند ظهور الفتن والشرور تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، هذه هي النجاة من الفتن، كما قال صلى الله عليه وسلم لحذيفة حين سأله: «فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟»، يعني: هذه الفتن، قال: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ»، فعند ظهور الفتن علينا أن نلزم ما عليه المسلمون، وإمام المسلمين: ولي أمر المسلمين، «وَإِمَامَهُم»، يعني: ولي أمرهم، قال تعالى: ﴿أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ [النساء: 59]، يعني: من المسلمين، فولي الأمر يكون من المسلمين، وفي لزوم جماعة المسلمين وإمامهم: منجاة من الفتن إذا ظهرت، ولن تدرك ذلك إلا أن تتعلم المنهج السليم الذي كان عليه سلف الأمة وأئمتها وتتعلم العلم النافع، وإلا مسألة ادعاء لزوم الجماعة من غير حقيقة ولا علم هذا لا يكفي، فلا بد أن تتعلم ما عليه سلف هذه الأمة وأئمتها، من أجل أن تمتثل وتسير عليه في حياتك.

قوله: «وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ» ([1])، يعني: لا ينظر إلى نسبه، ولا ينظر إلى شخصه، وإنما ينظر إلى منصبه، حتى وإن كان عبدا حبشيا كما في بعض الروايات، وفي بعض الروايات: «مُجَدَّعَ الأَطْرَافِ» ([2])، يعني: فيه عيوب جسمية، أو نسبه ليس عربيًّا، وإنما هو عبد حبشي، فليس النظر إلى نسبه ولا إلى شخصه، وإنما النظر إلى منصبه، فولي أمر المسلمين يدفع الله به شرورًا كثيرة، وهو ظل الله في الأرض كما في الحديث ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4609)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (648).

([3])  أخرجه: البيهقي في الكبرى رقم (17093).