قال الله جل وعلا: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ
ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم
بِإِحۡسَٰنٖ﴾ [التوبة: 100]، ﴿بِإِحۡسَٰنٖ﴾ وليس بالانتساب
فقط، ولكن بإحسان، يعني: بإتقان، وذلك بأن يعرفوا ما عليه السابقون الأولون من
المهاجرين والأنصار، ﴿و وَٱلَّذِينَ
ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ﴾ [التوبة: 100]، رضي
الله عن المهاجرين والأنصار بدون قيد، ولكن الذين اتبعوهم قيده بقوله: ﴿بِإِحۡسَٰنٖ﴾، والإحسان معناه أن
تعرف ما هم عليه، وأن تعرف سنتهم وطريقتهم وتتمسك بها، وذلك بأن تأخذها عن
العلماء، لا أن تأخذها عن المتعالمين أو عن الكتب والمطالعات، بل تأخذها عن علماء
المسلمين الذين هم القدوة حتى تتمسك بها على حق وعلى بصيرة.
فحديث العرباض هذا حديث عظيم، «أوصِيكُمْ
بِتَقْوَى الله وَالسَّمْعِ والطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا»، ثم بين
صلى الله عليه وسلم ما يكون في المستقبل، وذلك مما اطلعه الله عليه؛ لأجل تعليم
الناس الطريق الصحيح، فأوصى صلى الله عليه وسلم:
أولاً: بتقوى الله، وهذا فيما بينك وبين الله.
ثانيًا: في المنهج تسير على ما سار عليه إمام المسلمين وجماعة المسلمين، وتترك ما
خالف ذلك، وإن كان أهله يزينونه ويحسنونه، ويدعون أنه هو الحق، الحق مع إمام
المسلمين، ومع جماعة المسلمين، تلزموا جماعة المسلمين وإمامهم كما في حديث حذيفة،
وفي هذا الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ
مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا» مذاهب كثيرة،
جماعات كثيرة، لكن الحق مع جماعة واحدة؛ هي جماعة المسلمين وإمام المسلمين؛ فابحث
عن ذلك وتمسك به، فعند الاختلاف ترجع إلى ما عليه سلف هذه الأمة؛