من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وهذا محفوظ ومدون ولله
الحمد، تتعلمه وتتبعه، ثم قال: «فَعَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي».
الله جل وعلا قال: ﴿فَإِن
تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ [النساء: 59]. سنة
الرسول صلى الله عليه وسلم يعني في حياته الرد إليه، إلى شخصه صلى الله عليه وسلم،
وبعد مماته الرد إلى سنته الصحيحة الثابتة.
«فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي» أي: طريقتي، السنة
تطلق ويراد بها الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وطلق ويراد بها
الطريقة التي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه هي المقصودة الآن.
«وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ
الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ» من هم الخلفاء الراشدون؟ هم الأربعة: أبو بكر،
وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم، هؤلاء هم الخلفاء الراشدون؛ لأن سنة الخلفاء
الراشدين تُبين سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، توضحها.
ثم قال: «تَمَسَّكُوا بِهَا» هذا
تأكيد، «تَمَسَّكُوا بِهَا» أي: سيروا
عليها، انتهجوها، الزموها، ولا تحيدوا عنها يمنة ولا يسرى؛ إلى المنهج الفلاني
وإلى المذهب الفلاني، وإلى الجماعة الفلانية، لكن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وسنة خلفائه الراشدين.
«وَعَضُّوا عَلَيْهَا
بِالنَّوَاجِذِ»، الغريق إذا وقع في غرق في لُجة ماء ومعه حبل، ليس له نجاة إلا بالله ثم
هذا الحبل، هذا الحبل إن أطلقه غرق في هذه اللجة، وإن تمسك به نجا، وهذا الحبل هو
ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه خلفاؤه الراشدون.
«تَمَسَّكُوا بها وَعَضُّوا
عليها بالنَّوَاجِذِ»، النواجذ: الأضراس «وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»، خشية أن تنفلت منكم، من الحرص
على التمسك؛ لأن الغريق إذا خشي من الغرق ومعه حبل؛