هذا تأكيد، «وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ،
وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ»؛ لأن من ترك السنن وقع في البدع، وقع
في محدثات الأمور وهي البدع، «فَإِنَّ كُلَّ
مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةُ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ في النَّارِ»
([1]).
فلا نجاة إلا بهذا، إلا بالتمسك بالسنة وما عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم وخلفاؤه الراشدون وما عليه سلف الأمة، والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم
ورضوا عنه، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
بني إسرائيل تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفَتَرِقُ
أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ
مِلَّةً وَاحِدَةً»، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([2]).
فهو الذي ينجي من الهلاك ومن الضلال ومن الكفر ومن الشرور؛ ولكن هذا
يحتاج إلى أمرين:
الأمر الأول: العلم بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وليس بالدعوى المجردة، كل يقول: هذا
ما عليه الرسول وأصحابه، ولكن الحقيقة لا تتعدد، والحقيقة هي واحدة.
والدعاوى إذا لم يقيموا **** عليها بيِّناتٍ أهلها
أدعياء
والأمر الثاني: التمسك بها فلا يكفي العلم بدون عمل، وسنة الرسول وأصحابه واضحة ولله الحمد ومحفوظة، قيض الله لها أئمة حرسوها، وحفظوها ونَحَّوْا عنها كل كذب ودخيل، وهم علماء الحديث المحققون الذين حفظوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وصانوها وأبعدوا عنها الأحاديث المكذوبة والموضوعة، حرسوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم،
([1]) أخرجه: النسائي رقم (1578).