مقدمة الشارح
**********
الحمد لله رب العالمين، وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن هذا الشرح الذي بين أيدينا هو حاشية على كتاب «التوحيد»، الذي أَلَّفه الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه
الله.
وجَعَله على أبواب، كل باب يختص ببيان حكم من أحكام التوحيد، وببيان حكم من
أحكام الشرك بالله عز وجل، الذي هو ضد التوحيد، فهو بيان لحقيقة التوحيد وما يضاده
ويناقضه من الشرك الأكبر أو الأصغر.
فجميع أبواب الكتاب تدور على بيان التوحيد، وبيان الشرك الأكبر والأصغر،
وذَكَر في بعض الأبواب الأسماء والصفات، لكن الغالب على الكتاب أنه في توحيد
العبودية، أي: توحيد الألوهية.
وهذا الكتاب تأتي أهميته من ناحية أن الشيخ رحمه الله بناه على الأدلة من
الكتاب والسُّنة وكلام السلف، ولم يكن على نمط كتب العقائد الأخرى التي مبناها على
علم الكلام، أو قواعد المنطق، أو أقوال الرجال.
فيورد في الباب ما يناسبه من الآيات والأحاديث، ثم يعقب ذلك بيان فقه هذه
الآيات أو هذه الأحاديث، وما تشتمل عليه من المسائل، وما يستفاد منها، فيقول: فيه
من المسائل كذا وكذا.
وشُرِح هذا الكتاب عدة شروح، وأول مَن شرحه حفيده الشيخ سليمان بن عبد الله
بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب