2- باب: مَن حقق التوحيد
دخل الجنة بغير حساب
**********
قوله:
باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب أي: «وَلاَ عَذَاب»؛ كما في الحديث ([1]).
وتحقيق
التوحيد: تصفيته وتخليصه من شوائب الشرك والبدع، والإصرار على الذنوب. فمن كان
كذلك فقد حقق التوحيد.
وتحقيق
التوحيد عزيز في الأمة، لا يوجد إلاَّ في أهل الإيمان الخُلَّص، الذين أخلصهم الله
واصطفاهم من خلقه؛ كما قال عز وجل في يوسف عليه السلام: ﴿كَذَٰلِكَ
لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا
ٱلۡمُخۡلَصِينَ﴾ [يوسف: 24]، وفي قراءة: «المُخلِصين»، وهم في صدر
الأمة كثيرون، وفي آخرها هم الغرباء، وقد قلوا، وهم الأعظمون قدرًا عند الله.
**********
قوله: «باب» أي: هذا باب، مبتدأ
وخبر، «من حقق التوحيد» هذا مبتدأ
ثانٍ، خبره: «دخل الجنة بغير حساب».
وتحقيق التوحيد: تصفيته من الشرك الأكبر والأصغر، ومن الذنوب، ومن البدع
والمحدثات. مَن فَعَل هذا فقد حقق التوحيد.
والفرق بين هذا الباب والباب الذي قبله - باب فضل التوحيد وما يُكَفِّر من الذنوب - أن هذا الباب أعلى من الأول؛ لأن في الأول: المُوحِّد الذي عنده ذنوب قد يحاسب وقد يُعَذَّب، وقد تكون كبائر دون
الصفحة 1 / 549