8- باب: مَن تَبَرَّك بشجر أو حجر أو نحوهما
**********
قوله:
باب مَن تَبَرَّك بشجر أو حجر أو نحوهما؛ كبقعة، وقبر، ومَشهد... ونحو ذلك. و
«مَن» اسم شرط، والجواب محذوف، تقديره: فقد أشرك بالله.
**********
هذا الباب مثل الأبواب التي قبله، فالمؤلف رحمه الله جعل لكل شيء بابًا
خاصًّا؛ من أجل التفصيل في هذا، ومن أجل التخفيف على طالب العلم بأن يأخذ العلم
على مراحل شيئًا فشيئًا، ولا يأخذه دُفعة واحدة.
قال رحمه الله: [باب مَن تَبَرَّك بشجر أو حجر أو نحوهما] يعني: «فقد أشرك» وإن لم يصرح المؤلف بذلك؛
لأنه اكتفى رحمه الله بما تفيده الأحاديث والآيات التي ساقها، حيث يؤخذ منها أن
ذلك شرك.
ولكنه رحمه الله من عادته إذا كان الحكم منصوصًا عليه، فإنه يذكره في
الترجمة. وإذا لم يكن منصوصًا عليه، وإنما يُفهم ويستفاد من الأدلة؛ فإنه لا يذكره
في الترجمة، بل يتركه للنصوص وما يُفهم منها. وهذا من عظيم فقهه رحمه الله، ومِن
تحفظه عن الجزم بالأحكام إلاَّ بنص صريح.
والفرق بين هذا الباب والذي قبله أن الباب الذي قبله في لُبْس الحلقة
والخيط لرفع البلاء أو دفعه، فهو في بيان حكم استعمال هذه الأشياء لدفع الضرر.
وأما هذا الباب فهو لبيان حكم استعمالها لجلب الخير والبركة.
الصفحة 1 / 549