12- باب: من الشرك الاستعاذة بغير الله
**********
قوله:
باب من الشرك الاستعاذة بغير الله، الاستعاذة: الالتجاء والاعتصام. فالعائذ قد
هَرَب إلى ربه والتجأ إليه مما يخافه عمومًا وخصوصًا.
قال
ابن القيم رحمه الله تعالى: «وما يقوم بالقلب حينئذٍ من الالتجاء والاعتصام به،
والانطراح بين يدي الرب، والافتقار إليه، والتذلل له - أمر لا تحيط به العبارة»
انتهى.
وقد
أَمَر الله عباده في كتابه بالاستعاذة به في مواضع؛ كقوله: ﴿وَإِمَّا
يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: 200]، وقال: ﴿فَإِذَا
قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98]، وفي
المعوذتين وغير ذلك.
فهو
عبادة لا يجوز أن تُصْرَف لغير الله؛ كغيرها من أنواع العبادة.
**********
هذا كالأبواب التي قبله، فيه بيان أنواع الشرك التي يمارسها بعض الناس في
مختلف الأزمان، ولا تزال تُمارَس عند كثير من الناس.
والاستعاذة معناها: الاعتصام والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى في دفع
المكروه والشرور.
وهو نوع من أنواع العبادة؛ لأن دفع الضرر ودفع الشرور لا يَقْدِر عليه
إلاَّ الله سبحانه وتعالى. فكل ما لا يَقْدِر عليه إلاَّ الله فإنه لا يُطلب إلاَّ
من الله، فإِنْ طُلِب من غيره كان ذلك شركًا.
الصفحة 1 / 549