10- باب: لا يُذبحُ بمكان يُذبح فيه لغير الله
**********
قوله:
باب لا يُذبح بمكان يُذبح فيه لغير الله أشار رحمه الله تعالى إلى ما كان الناس
يفعلونه في نجد وغيرها قبل دعوتهم إلى التوحيد؛ مِن ذبحهم للجن لطلب الشفاء منهم
لمرضاهم، ويتخذون للذبح لهم مكانًا مخصوصًا في دُورهم. فنَفَى الله سبحانه الشرك
بهذه الدعوة الإسلامية. فلله الحمد على زوال الشرك والبدع والفساد، بطَلعة الداعي
إلى توحيد رب العالمين.
**********
هذا الباب تابع للباب الذي قبله؛ لأن الباب الذي قبله هو: «ما جاء في الذبح لغير الله» يعني: أن
الذبح لغير الله محرم وأنه شرك. وهذا الباب فيه سد الذرائع المفضية والمؤدية إلى
الذبح لغير الله.
وقوله: «باب لا يُذبحُ»
بضم «الحاء» على أن «لا» نافية، ويصلح: «لا يُذبحْ» بإسكانها على أن «لا»
ناهية.
وحتى لو أخذناها على أنها نافية فالنفي هنا معناه: النهي؛ لأن النفي قد
يأتي بمعنى النهي، بل إذا جاء النهي بصيغة النفي كان أبلغ.
مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ» ([1])، فهذا نَفْي معناه
النهي.
ومثله قوله عز وجل: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 197]، هذا أيضًا نفي معناه النهي عن هذه الأمور.
الصفحة 1 / 549