5- باب: تفسير التوحيد وشهادة أن
لا إله إلاَّ الله
**********
قوله: باب تفسير التوحيد، وشهادة أن لا إله إلاَّ
الله، قوله: وشهادة أن لا إله إلاَّ الله من عطف الدال على المدلول؛ لأن التوحيد
هو معنى هذه الكلمة العظيمة، وذلك يتبين بما ساقه من الآيات والحديث؛ لِما فيها من
زيادة البيان، وكشف ما أشكل من ذلك، وإقامة الحجة على من غالط في معنى لا إله
إلاَّ الله من أهل الجهاد والإلحاد.
**********
قال رحمه الله: «باب تفسير التوحيد، وشهادة أن لا إله إلاَّ
الله» عَقَد المصنف رحمه الله هذا الباب بعد باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله
إلاَّ الله؛ لأن الذي يدعو إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله لابد أن يعرف معناها،
فلا يكفي مجرد الدعاء إلى لفظها، دون فَهْم وتفسير لمعناها، ولا يكفي الدعاء إلى
التوحيد دون معرفة معناه، ومعرفة ما يضاده من الشرك.
فلابد للذي يدعو إلى الله أن يَعرف معنى التوحيد حتى يُبلِّغه للناس،
ويَعرف ما هو الشرك حتى يُحذِّر الناس منه.
فلا يكفي أن يقول للناس: «قولوا:
لا إله إلاَّ الله، واتركوا الشرك»، أو «ابتعِدوا
عن الشرك»، بل لابد أن يشرح لهم معنى التوحيد، ومعنى «لا إله إلاَّ الله»، وأن يشرح لهم معنى الشرك ويبينه لهم.
وهذا معنى البصيرة في قوله عز وجل: ﴿أَدۡعُوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف: 108]، ومعنى قوله عز وجل: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ
رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ
أَحۡسَنُۚ﴾ [النحل: 125].
الصفحة 1 / 549