4- باب: الدعاء إلى شهادة أَنْ لا إله إلاَّ الله
**********
قوله:باب
الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله. وقول الله تعالى: ﴿قُلۡ
هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ
ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]..
قال
أبو جعفر بن جرير: يقول عز وجل ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد،
هذه الدعوة التي أدعو إليها، والطريقة التي أنا عليها؛ من الدعاء إلى توحيد الله،
وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان، والانتهاء إلى طاعته، وترك معصيته - ﴿سَبِيلِيٓ﴾ وطريقتي ودعوتي، ﴿أَدۡعُوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِۚ﴾ وحده لا شريك له ﴿عَلَىٰ
بَصِيرَةٍ﴾ بذلك، ويقين علم مني به، ﴿أَنَا۠﴾ ﴿وَ﴾ يدعو إليه على
بصيرة أيضًا ﴿وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي﴾ وصَدَّقني وآمن
بي.
﴿وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ﴾ يقول عز وجل
ذكره: وقل تنزيهًا لله وتعظيمًا له من أن يكون له شريك في مُلْكه، أو معبود سواه
في سلطانه، ﴿وَمَآ أَنَا۠ مِنَ
ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ يقول: وأنا بريء من أهل الشرك به، لست منهم ولا
هم مني. انتهى.
وهذه
الآية تدل على أن أتباعه هم أهل البصائر الداعون إلى الله عز وجل. ومَن ليس منهم
فليس من أتباعه على الحقيقة والموافقة، وإن كان من أتباعه على الانتساب والدعوى.
قاله العَلاَّمة ابن القيم رحمه الله.
وقد
قال الله عز وجل: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أُمِرۡتُ
أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ وَلَآ أُشۡرِكَ بِهِۦٓۚ إِلَيۡهِ أَدۡعُواْ وَإِلَيۡهِ مََٔابِ﴾ [الرعد: 36].
الصفحة 1 / 549