×

1- باب: فضل التوحيد وما يُكَفِّر من الذنوب

**********

الباب في اللغة: هو المدخل إلى الشيء.

«(وما يُكَفِّر من الذنوب» «ما» مصدرية، أي: وتكفيره الذنوب. ويجوز أن تكون موصولة، والعائد محذوف، أي: والذي يُكَفِّره من الذنوب.

والمراد بالتوحيد: توحيد العبادة، وهو إفراد الله عز وجل بأنواع العبادة الباطنة والظاهرة؛ كالدعاء، والذبح، والنذر، وغير ذلك؛ كما قال عز وجل: ﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ [غافر: 14]، وقال عز وجل: ﴿فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ [غافر: 65].

**********

هذا الباب اشتمل على فوائد عظيمة:

الفائدة الأولى: بيان تفسير التوحيد، وأنه عبادة الله وحده لا شريك له. هذا هو التوحيد؛ لأن كل الآيات التي في الباب تأمر بالعبادة وتنهى عن الشرك؛ كقوله عز وجل: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56]، وقوله عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النحل: 36]، وقوله عز وجل: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ [الإسراء: 23]، فهذه الآيات تفسر التوحيد بأنه العبادة.

الفائدة الثانية: أن الرسل بُعِثوا بالدعوة إلى توحيد العبادة، لا بالدعوة إلى توحيد الربوبية. فليس هناك آية واحدة قالت: «أَقِروا بالربوبية»، أو «أَقِروا بأن الله هو الخالق الرازق» لماذا؟ لأن هذا موجود في الناس، فهم مُقِرون بأن الله هو الخالق الرازق المحيي


الشرح