11- باب: من الشرك النذر لغير الله
**********
قوله:
بابٌ من الشرك النذر لغير الله، وقول الله تعالى: ﴿يُوفُونَ
بِٱلنَّذۡرِ﴾ الآية. قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى:
«أي: يتعبدون لله عز وجل فيما أوجبه عليهم من فعل الطاعات الواجبة بأصل الشرع، وما
أوجبوه على أنفسهم بطريق النذر».
قوله:
﴿وَمَآ
أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ
يَعۡلَمُهُۥۗ﴾ قال ابن كثير: «يخبر الله عز وجل بأنه عالم بجميع
ما يعمله العاملون من النفقات والمنذورات، وتَضَمَّن ذلك مجازاتهم على ذلك أوفر
الجزاء للعاملين به ابتغاء وجهه».
**********
قال رحمه الله: «باب من الشرك
النذر لغير الله»، أي: مِن أنواع الشرك: النذر لغير الله.
والنذر في اللغة: التزام فعل الشيء، يقال: نذرت الشيء، إذا
التزمتَ فعله. نَذَر كذا، يعني: التزم به.
وأما في الشرع: فالنذر هو التزام المسلم عبادة لم تكن واجبة عليه بأصل
الشرع؛ كأن ينذر أن يتصدق. فالصدقة مستحبة في الأصل، لكن إذا نذرها صارت واجبة.
كذلك الصلاة النافلة، مستحبة، فإذا نذر أن يصلي الضحى أو يصلي بالليل - مثلاً -
فإنه يجب عليه أن يصلي في الوقت الذي نذر الصلاة فيه.
فيلزمه الوفاء بما نذر وإن كان في الأصل مستحبًّا؛ لأنه تَحَوَّل من مستحب
إلى واجب بسبب النذر.
الصفحة 1 / 549