×

والنذر عبادة، فلا يجوز أن ينذر لغير الله، فمن نذر لغير الله فقد أشرك الشرك الأكبر.

فلو نَذَر أن يضع درهمًا فيما يسمونها صناديق النذور الموجودة عند الأضرحة التي يعظمها الصوفية وعُبَّاد القبور - والعياذ بالله - أو نذر أن يذبح أو يصلي عند القبر؛ فإن كل هذا شرك بالله عز وجل؛ لأنه نَذْر لغير الله، لا يجوز الوفاء به.

والدليل على أن الوفاء بنذر الطاعة عبادة قوله عز وجل: ﴿يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا [الإنسان: 7].

ذَكَر أن من صفات الأبرار أنهم يوفون بالنذر، فدل على أنه عبادة.

وأَمَر بالوفاء به بقوله: ﴿وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ [الحج: 29]، فدل على أن النذر عبادة.

وقَرَن النذر بالنفقة في قوله: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ فدل على أن النذر عبادة؛ لأن النفقة في سبيل الله عبادة، وأخبر سبحانه أنه يعلمه. وهذا فيه وَعْد بالجزاء، فليس من شك في أن الله عز وجل يعلم كل شيء، حتى الأعمال الخبيثة والأعمال السيئة يعلمها؛ لأن عِلْم الله شامل لكل شيء. لكن المقصود بقوله عز وجل: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ أي: يعلمه ويثيب عليه. فالعبد لا يخاف أن يعمل لله شيئًا فيضيع عند الله، فهو سبحانه يعلم أعماله ومقاصده ونياته.


الشرح