- باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله
أو
يدعو غيره
**********
قوله: باب من
الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
قال شيخ الإسلام
رحمه الله تعالى: «الاستغاثة هي طلب الغَوْث، وهو إزالة الشدة؛ كالاستنصار: طلب
النصر. والاستعانة: طلب العَوْن». انتهى.
قلت: فبين
الاستغاثة والدعاء عموم وخصوص مطلق، يجتمعان في مادة، وهو دعاء المستغيث. وينفرد
الدعاء - الذي هو مطلق الطلب أو السؤال - من غير المستغيث. وقد نهى عز وجل عن دعاء
غيره الأخص والأعم في كتابه، كما يأتي بيانه.
قال عز وجل: ﴿وَأَنَّ
ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18].
فكل ما قُصِد به
غير الله، مما لا يَقْدِر عليه إلاَّ الله؛ كدعوة الأموات والغائبين - فهو من
الشرك الذي لا يغفره الله.
والأدلة على ذلك
من القرآن والسُّنة أكثر من أن تُحْصَر.
**********
قال رحمه الله: «باب من الشرك» أي من أنواع الشرك الأكبر «أن يستغيث بغير الله» فيما لا يقدر عليه إلاَّ الله. والاستغاثة: طلب الغَوْث، ولا تكون إلاَّ في وقت الشدة والكُرْبة «أو يدعو غيره» هذا من عطف العام على الخاص؛ لأن الاستغاثة نوع من الدعاء، والدعاء أعم، فيكون في وقت الشدة وفي غيرها. أما الاستغاثة فلا تكون إلاَّ في وقت الشدة والضيق.
الصفحة 1 / 549