وكلا النوعين إذا صُرِف لغير الله - بأن يُدعى غير الله، أو يستغاث بغير
الله - فإنه يكون شركًا أكبر يُخْرِج من الملة؛ لأنه عبادة لغير الله عز وجل.
وهذا واقع في كثير ممن ينتسبون إلى الإسلام في القرون المتأخرة، أنهم
يستغيثون بالأموات!! فيقعون في هذا الشرك، مع أنهم يَدَّعون الإسلام، وينطقون
بالشهادتين، ويقرءون القرآن والأحاديث! ولكنه التقليد الأعمى.
وقد رَوَّج دعاة الضلال هذه الفتنة وزينوها للناس، وقالوا: إن حوائجكم لا
تُقضى، ولا تنفرج شدتكم، إلاَّ إذا دعوتم هؤلاء؛ لأن هؤلاء لهم جاه عند الله،
والتوجه بالدعاء إليهم والاستغاثة بهم أمور مجربة!!
فزَيَّنوا لهم هذه الأمور، حتى وقعوا في هذا الشرك الأكبر، ولا حول ولا قوة
إلاَّ بالله، مع أنهم قد بَلَغتهم الدعوة ويقرءون القرآن والأحاديث، ويسمعون كلام
أهل العلم! ولكن ظنوا ما هم عليه لا تعنيه هذه الآيات ولا تعنيه الأحاديث الصحيحة،
واستمروا عليه.
فكان لابد من النظر في هذا الأمر، وبيان خطورة الشرك للناس؛ لأنه لا يسع
العلماءَ أن يسكتوا عن تلك الأمور الشركية!! وما أهلك الناسَ إلاَّ سكوت بعض
الدعاة على ما الناس عليه، وكأنه شيء لا يضر أو ليس له أهمية!