سكتوا عنه وهم يسمعون
ويعلمون، والدعاة يتكلمون في أمور بعيدة عن حاجة الناس، ولا يتناولون هذه
المواضيع، يدورون على القرى والبوادي، ويرون هذا الشرك ولا يعالجونه ولا ينكرونه
عليهم، وهذه مصيبة عظيمة!!
الذي يجب أن تُوجَّه إليه الدعوة إلى الله هو العقيدة أولاً، وإلى تحسس ما
عليه المدعوُّون من الشرك والجهل بالتوحيد! يُركَّز على هذا أولاً وقبل كل شيء:
فإن كان الناس ليس عندهم شيء من هذه الكفريات والشركيات فإنهم يُحَذَّرون
من الوقوع فيها. وإن كان عندهم شيء منها فإنهم يُؤْمَرون بتركه! حتى تصبح العقيدة
واضحة، وحتى يزول هذا الخطر الذي غزا المسلمين في ديارهم؛ نتيجةً للسكوت عنه وعدم
الالتفات إليه، وانشغال الدعاة إما بأمور الدنيا، وإما بفروع العلم، أو بالبحث في
أمور لا تنفع إلاَّ بعد تحقيق التوحيد، هي تنفع لكنها لا تنفع إلاَّ بعد تحقيق
التوحيد.
فالحث على العبادة، والحث على الزهد، والحث على التقوى وتجنب المعاصي - هذه
أمور تنفع؛ لكن يتوقف نفعها والاستفادة منها على معرفة التوحيد والعمل به.
فلو كان الإنسان عنده معاصٍ كبيرة؛ مِن أكل الربا، وفِعْل الفواحش، لكن ليس
عنده شيء من الشرك، فهذا تُرجى له المغفرة، وإصلاحه سهل.