3- باب الخوف من الشرك
**********
قوله:
باب الخوف من الشرك، وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن
يَشَآءُۚ﴾.
قال
النووي رحمه الله: أما دخول المشرك النار فهو على عمومه، فيدخلها ويُخَلَّد فيها،
ولا فرق بين الكتابي -اليهودي والنصراني- وبين عَبَدة الأوثان وسائر الكفرة. ولا
فرق عند أهل الحق بين الكافر عنادًا وغيره. ولا بين مَن خالف ملة الإسلام، وبين
مَن انتسب إليها ثم حُكِم بكفره بجحده وغير ذلك.
وأما
دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع له به: لكن إن لم يكن صاحب كبيرة مات مصرًّا
عليها دخل الجنة أولاً. وإن كان صاحب كبيرة مصرًّا عليها ومات على ذلك، فهو تحت
المشيئة، فإن عفا عنه دخل الجنة أولاً، وإلا عُذِّب ثم أُخرِج من النار وأُدخل في
الجنة. انتهى.
قلت:
هذا قول أهل السُّنة والجماعة، لا اختلاف بينهم في ذلك.
وهذه
الآية من أعظم ما يوجب الخوف من الشرك؛ لأن الله عز وجل قطع المغفرة عن المشرك
وأوجب له الخلود في النار، وأطلق ولم يُقيد، ثم قال: ﴿وَيَغۡفِرُ
مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ
إِثۡمًا عَظِيمًا﴾ فخَصَّص وقَيَّد فيما دون الشرك.
الصفحة 1 / 549