كتاب التوحيد
**********
المراد
بالتوحيد: توحيد العبادة. وكل رسول يفتتح دعوته لقومه بهذا التوحيد: ﴿ٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾؛ كما في سورة
الأعراف وهود وغيرهما.
وقول
الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ
وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ دلت الآية على أن الله عز وجل خَلَق الخلق لحكمة
عظيمة، وهي القيام بما وجب عليهم من عبادته وحده، وتَرْك عبادة ما سواه، ففَعَل
الأول وهو خَلْقهم ليفعلوا هم الثاني وهي العبادة .
**********
قال: «كتاب التوحيد» هذا الكتاب أَلَّفه رحمه الله في بيان توحيد الألوهية،
وهو توحيد العبادة، وسيأتي بيان أنواع التوحيد وأن أعظمها وأهمها توحيد العبادة.
وخَصَّ الشيخ رحمه الله هذا الكتاب بهذا النوع لكثرة الغلط والخطأ فيه،
ولأنه الأساس، فلا يصح التوحيد إلاَّ إذا صح توحيد الألوهية.
قوله: «كتاب»: مصدر «كَتَبَ»، و «الكَتْب» في اللغة معناه: الجَمْع، سُمي الكتاب كتابًا لأنه جَمَع
الكلمات والنصوص، ففيه معنى الجمع؛ ولذلك سُمي كتابًا. ومنه «الكتيبة من الجيش» لأنها تَجمع أفرادًا من الجنود. ومنه سُمي
الخَرَّاز كاتبًا لأنه يجمع بين الرِّقَاع.
الصفحة 1 / 549