لكن لو كان عنده صلاح واستقامة وورع، لكن ليس عنده شيء من التوحيد؛ فلا
فائدة من تعبه ولا فائدة من عبادته وورعه؛ لأن الشرك لا يغفره الله عز وجل، وصاحبه
محروم من الجنة. بخلاف الموحد الذي عنده مخالفات دون الشرك، فهذا تُرجى له
المغفرة، ومآله إلى الجنة ولو عُذِّب.
فهناك شيء أخطر من شيء، وشيء أهم من شيء. والواجب العناية بالأساس أولاً،
ثم العناية بعد ذلك بما دونه.
قال: «وقول الله تعالى: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ
لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾» المساجد: معروفة، وهي محل الصلوات. لا يُدْعَى فيها
إلاَّ الله، فلا تُبنى المساجد على القبور، ولا يُدعى فيها غير الله سبحانه وتعالى
!
ويجب أن تُنزه عن الشرك، وعن البدع والخرافات؛ لتكون محلًّا لعبادة الله
وحده لا شريك له.
فهذا فيه وجوب العناية بالمساجد وتطهيرها من الشرك والبدع.
وقيل: المراد بالمساجد: السجود في الصلاة، فلا تدعوا مع الله أحدًا، لا في
الصلاة ولا في غيرها.