وقوله: «لا يُذبح بمكان
يُذبح فيه لغير الله»؛ لأن الذبح في هذا المكان وسيلة إلى الشرك، وإن كان لله
عز وجل. وكذلك في الذبح في هذا المكان تعظيم له ومشابهة للمشركين.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسائل المفضية إلى الشرك.
مثل: نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إلى القبور ([1])، وإن كان المصلي لا
يصلي إلاَّ لله عز وجل؛ لأن هذا المكان لا يَصلح لتَعبد الله فيه؛ لأنه وسيلة إلى
الشرك.
وكذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند شروق الشمس وغروبها ([2])؛ لأنه وسيلة إلى
عبادتها، ولأن المشركين كانوا يسجدون لها عند الشروق وعند الغروب.
فكل موطن وكل زمان قد اتخذه المشركون لعبادتهم، فإننا نُهينا أن نشاركهم
فيه، وأُمِرنا أن نبتعد عنه؛ من باب سد الذرائع، ومن باب قطع المشابهة بالمشركين،
مما يعطي دين الإسلام استقلالية تامة عن كل ما سواه من النِّحل الباطلة.
قوله: «أشار رحمه الله تعالى إلى ما كان الناس يفعلونه في نجد وغيرها قبل دعوتهم إلى التوحيد» ذلك أن الناس في نجد كانوا يذبحون في الغِيران، وعند الأشجار والأحجار، ويتعلقون بها، ويطلبون الشفاعة. وكانت المرأة تأتي إلى هذه الأماكن تطلب الحمل وغير ذلك!
([1]) أخرجه: مسلم رقم (972).