الشرك، لكنه يَسْلَم من
الخلود في النار بفضل التوحيد. أما هذا الباب فهو فيمن يدخل الجنة بلا حساب ولا
عذاب؛ لا يُحاسَب ولا يُعَذَّب أصلاً، وهذا لا يحصل إلاَّ لمن حقق التوحيد. فالأول
وَحَّد الله عز وجل. والثاني: حقق التوحيد، فهذا لا حساب عليه ولا عذاب، يدخل
الجنة من أول وهلة، وهذا مَرْقًى صعب لا يصل إليه إلاَّ السابقون والمقربون.
قال: «وتحقيقه: تخليصه وتصفيته من
شوائب الشرك» الأكبر والأصغر، «والبدع»
وهي العبادات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا دليل عليها من كتاب الله وسُنة
رسوله، «و» من «الإصرار على الذنوب» لم يقل: ومن الذنوب؛ لأن الإنسان بشر قد يقع في
الذنوب، لكن المؤمن الموحد يتوب منها ولا يُصر عليها، فيَلْقَى الله وهو تائب من
جميع الذنوب، هذا هو الذي حقق التوحيد، وهذا مقام رفيع لا يناله إلاَّ المقربون
والسابقون من هذه الأمة.
قوله: «وتحقيق التوحيد عزيز في الأمة»
يعني: قليل المنصب، لا يناله إلاَّ أفراد من الأمة.
«لا يوجد إلاَّ في أهل
الإيمان الخُلَّص، الذين أخلصهم الله واصطفاهم من خلقه؛ كما قال عز وجل في يوسف
عليه السلام: ﴿كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ
ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ﴾» يناله الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، ويناله السابقون
من أتباع الرسل. ويوسف عليه السلام من الأنبياء، ولما عرضت له الفتنة وتجملت له
المرأة وراودته عن نفسه، حماه الله عز وجل من الوقوع في الفاحشة، لماذا؟ لأنه من
عباده