×

والمُؤلَّفات الشيء الكثير؛ مما وضحه للناس تمام الإيضاح على كتاب وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهَدي السلف الصالح.

وكتَب هذا الكتاب -أو هذه الرسالة- في بقية أركان الإسلام، وفي أولها -يعني: أركان الإسلام بعد الشهادتين- الصلاة؛ لأنها ثاني أركان الإسلام، ثم بعدها الزكاة التي هي قرينة الصلاة، ثم بعدها الصيام، صيام شهر رمضان، هذه ثلاثة أركان من أركان الإسلام في هذا الكتاب.

وأما الحج -وهو الركن الخامس- فهذا لم يكتب فيه شيئًا في هذه الرسالة؛ لأن الحج له كتب خاصة، ومناسك خاصة، ومؤلَّفات كثيرة.

فهو اقتصر على هذه الأركان الثلاثة: الصلاة، الزكاة، الصيام، وذلك تمشيًا مع ضرورة الناس إلى تعلم هذه الأركان؛ لأن تعلُّم هذه الأركان الخمسة فرض عَين على كل مسلم، فرض عَين: يجب على كل مسلم من ذكر أو أنثى، أو عربي أو عجمي أن يتعلم هذه الأركان الخمسة، وهي ما لا يستقيم دين العبد إلا بها.

وأما بقية الأحكام -كالبيع، وبقية الأحكام، والمعاملات، والأنكحة، والطلاق، والمواريث- فهذه تعلُّمها فرض كفاية، إذا قام بها مَن يكفي؛ سقط الإثم عن الباقين، وبقيت في حق الآخرين سُنة، تعلُّمها سُنة.

وأما هذه الأركان الخمسة: الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج هذه الأركان الخمسة تعلُّمها فرض عَين على كل مسلم؛ لأنه لا يستقيم الدين إلا بها.

***


الشرح