×

 بَابُ صَلاَةِ التَّطَوُّعِ

****

قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: التَّطَوُّعُ تَكْمُلُ بِهِ صَلاَةُ الْفَرْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا، وَفِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ ([1])، وَكَذَلِكَ الزَّكَاةُ وَبَقِيَّةُ الأَعْمَالِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «بَابُ صَلاَةِ التَّطَوُّعِ»، صلاة التطوع هي النوافل، وصلاة التطوع تأتي بعد صلاة الفرائض، وفي الحديث القدسي أن الله جل وعلا يقول: «وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا» ([2])، يعني: أن الله يوفقه في هذه الأعضاء، ويحفظها له.

قال الله جل وعلا: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ [البقرة: 45]، فالصلاة مع الصبر يُستعان بهما على مشاق الحياة، على المكاره.

قوله رحمه الله: «قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: التَّطَوُّعُ تَكْمُلُ بِهِ صَلاَةُ الْفَرْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا، وَفِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ»، قال أبو العباس، يعني: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ فإنه يُكنى أبا العباس.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (864)، والترمذي رقم (413)، والنسائي رقم (466)، وابن ماجه رقم (1425).

([2])أخرجه: البخاري رقم (6502).