وَيُكْرَهُ مَسُّ الْحَصَى، وَتَشْبِيكُ
أَصَابِعِهِ، واعْتِمَادُهُ عَلَى يَدَيْهِ فِي جُلُوسِهِ، وَلَمْسُ لِحْيَتِهِ،
وَإِنْ تَثَاءَبَ كَظَمَ مَا اسْتَطَاعَ؛ فَإِنْ غَلَبَهُ وَضَعَ يَدَهُ فِي
فَمِهِ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «وَيُكْرَهُ
مَسُّ الْحَصَى، وَتَشْبِيكُ أَصَابِعِهِ»، ويُكرَه مَسُّ الحصى، يعني: تسوية
التراب الذي يسجد عليه، إلا إذا كان فيه ما يؤذيه من الشوك أو الحصى الذي يؤذيه،
فيزيله، ويسجد عليه، فلا بأس بذلك.
أما
إذا كان هذا لغير حاجة، فإنه يُكرَه، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال:
«فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ» ([1])،
يعني: فلا يمسح الحصى والتراب؛ لأنه يزيل هذا المشهد العظيم، وهذه الرحمة التي
تواجهه.
قوله
رحمه الله: «وَيُكْرَهُ
مَسُّ الْحَصَى»، يُكرَه في الصلاة مس الحصى، يعني: أن يَمَسَّ ما يسجد عليه
ليساويه، إلا إذا كان فيه ما يؤذيه: كالشوك، أو الحصى الذي يؤذيه، فلا بأس أن
يزيله، أما إذا كان مسجده ليس فيه ما يؤذيه، فإنه يسجد عليه من غير أن يساويه.
قوله رحمه الله: «وَتَشْبِيكُ أَصَابِعِه»، الثاني: تشبيك الأصابع؛ إدخال بعضهما في بعض، فلا يجوز إذا كان ينتظر الصلاة، إذا كان جالسًا ينتظر الصلاة، فلا يشبكن بين أصابعه؛ لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال عليه الصلاة والسلام: «فَإِنَّهُ فِي الصَّلاَةِ» ([2])؛ فدل على أن المصلي لا يشبك بين أصابعه، وكذلك الذي ينتظر الصلاة.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (945)، والترمذي رقم (379)، والنسائي رقم (1191)، وابن ماجه رقم (1027).