×

 قوله رحمه الله: «وَسُمِّيَتْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؛ لأَنَّهُ يُقَدَّرُ فِيهَا مَا يَكُونُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ»، سُميت ليلة القدر، قيل: لأنها ذات قدر عند الله سبحانه وتعالى.

وقيل: لأنها تُقدَّر فيها أعمال السنة، وما يكون وما يقع فيها في هذه الليلة، وهذا مأخوذٌ من التقدير السابق في اللَّوح المحفوظ.

قوله رحمه الله: «وَهِيَ مُخْتَصَّةٌ بِالْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وَلَيَالِي الْوِتْرِ، وَآكَدُهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ»، هي في العشر الأواخر؛ ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأوسط يتحرى ليلة القدر، فلما تبيَّن له أن ليلة القدر في العشر الأواخر نقل اعتكافه إلى العشر الأواخر ([1])، القدر في العشر الأواخر من رمضان، وأخفاها الله سبحانه وتعالى؛ لأجل أن يجتهد المسلم في سائر الليالي والأيام، فيعظمُ أجره عند الله.

قوله رحمه الله: «وَيَدْعُو فِيهَا بِمَا عَلَّمَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ: «اللهمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»، الليلة التي تُرجَى فيها ليلة القدر يُستحَب فيها أن يُكثِر من الدعاء، ولا سيما هذا الدعاء الذي خصَّه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو: «اللهمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»، فيُكثِر من هذا، ويُردِّده في هذه الليلة.

قال المؤلف رحمه الله وهو يختم هذا الكتاب المبارك: «وَاللهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ». ختم المؤلف رحمه الله كتاب «آداب المشي إلى الصلاة» بقوله: «والله أعلم»، ردَّ العلم إلى الله سبحانه وتعالى، فليس عندنا من العلم إلا ما علمنا الله بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم، والعلم عند الله جل وعلا، هو أعلم سبحانه، وأكرم، وَأَجَلُّ، وأعظم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2016)، ومسلم رقم (1167).