×

قوله: «بسم الله» الجار والمجرور متعلق بمحذوف، تقديره: أبتدئ باسم الله. أو: أستعين باسم الله.

واسم الله عز وجل يشمل جميع أسمائه؛ لأن المفرد إذا أضيف يعم، فقوله: «بسم الله» أي: بأسماء الله سبحانه وتعالى التي لا يعلمها إلاَّ الله.

ولفظ الجلالة «الله» عَلَمٌ على ذاته سبحانه وتعالى، لا يسمى به غيره، ومعناه ذو الألوهية، أي: العبودية.

و «الرحمن الرحيم» اسمان من أسماء الله عز وجل يتضمنان صفة الرحمة.

وكما أن الله عز وجل افتتح سور القرآن بـ «بسم الله الرحمن الرحيم»، والنبي صلى الله عليه وسلم افتتح الرسائل والكتب التي أرسلها بـ «بسم الله الرحمن الرحيم»، فكذلك العلماء يفتتحون كتبهم بـ «بسم الله الرحمن الرحيم»؛ كما فعل المصنِّف رحمه الله هنا، وكما فعل إمام المحدِّثين الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه، وغيرهما من علماء المسلمين.

فالكتاب الذي لا يبدأ بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» هو ناقص ومخالف لأدب الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -.

وبعض الكُتَّاب والمؤلفين الآن يستبعدون البسملة من كتبهم، وبعضهم يكتبها في أول الغلاف بعيدة عن بداية الكلام. وهذا مخالف للسُّنة، بل السُّنة أنها تُكتب في بداية الكلام.

ومن هنا نعلم أن هؤلاء الذين لا يكتبون «بسم الله الرحمن الرحيم» في أول مؤلفاتهم في هذا العصر - قد خالفوا السُّنة واقتدَوا بالغربيين.


الشرح