وإلا فإن المشروع في حق المسلم أن يبدأ بهذه الكلمة في أموره؛ في مؤلفاته،
في خُطَبه، في محاضراته، في رسائله.
إلاَّ أن هذه الكلمة لا تُكتب أمام الشِّعر الذي فيه هجاء أو فيه ذم، ولا
تُكتب أمام الكلام الذي فيه سِباب أو شتم أو كلام قبيح، تُنَزَّه هذه الكلمة، لا
تُكتب أمام الشِّعر، وأعني: الشِّعر غير المحترم. أما الشِّعر النزيه الطيب فلا
بأس. كذلك لا تُكتب أمام الهجاء وأمام السب والشتم. وإنما تُكتب أمام الكلام
النزيه.
قال: «وفي الأمر بالبَداءة بها حديث
معروف»، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ كَلاَمٍ، أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللَّهِ، فَهُوَ
أَبْتَرُ» ([1])، وفي رواية: «فَهُوَ أَجْذَمُ» ([2]) أي: ناقص البركة.
وفي هذا الحديث مقال، ولكن يكفي ما جاء في القرآن وفي سُنة النبي صلى الله عليه وسلم في كتبه ورسائله، ويكفي ما صنعه العلماء.
([1]) أخرجه: بهذا اللفظ: النسائي في «الكبرى» (10258)، وأحمد رقم (8712)، وعبد الرزاق في «مصنفه» (10455).
الصفحة 3 / 549