×

 كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

وعبادة الرحمن غاية حبه **** مع ذل عابده هما قطبانِ

وعليهما فَلَك العبادة دائر **** ما دار حتى قامت القطبانِ

ومداره بالأمر أَمْر رسوله **** لا بالهوى والنفس والشيطانِ

فالحب مع الذل «قطبان» للعبادة، «وعليهما فلك العبادة دائر»، غاية الحب وغاية الذل لله عز وجل.

فالذل الخَلِي عن الحب مثلما يَذِل الإنسان للجبابرة والفراعنة... وغيرهم، ويخاف منهم، لكنه لا يحبهم بل يبغضهم - هذا ليس عبادة.

كذلك العكس، فالحب الذي ليس معه ذل ليس عبادة؛ كما يحب الإنسان أقاربه، ويحب زوجته، ويحب الطعام والشراب، لكن ليس معه ذل وخضوع، هذا لا يسمى عبادة.

فتكون العبادة بكمال الأمرين: كمال الذل مع كمال الحب.

أما الذين يقولون: إن العبادة هي الحب فقط -كما تقول الصوفية - ونحن لا نعبد الله خوفًا من ناره ولا طمعًا في جنته، وإنما نعبده لأننا نحبه فقط.

فهذا باطل وضلال، والعبادة ليست المحبة فقط، بل لابد أن يكون معها ذل وانقياد، وفِعْل لأوامر الله، وتَرْك لنواهي الله حتى تكون عبادة صحيحة.

الثاني - وهو أشمل، تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -: أن العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.


الشرح