×

هذا التعريف ما تَرَك شيئًا، فكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الظاهرة؛ كالصلاة، والصيام، والحج، والجهاد، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكذلك الأفعال القلبية؛ مثل: الذل، والخشوع، والخوف، والرغبة، والرهبة، والتوكل. وكذلك أقوال اللسان؛ مثل: التسبيح، والتهليل، وتلاوة القرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

فالعبادة تكون باللسان، وتكون بالقلب، وتكون بالجوارح، وكل بدن الإنسان مشغول بعبادة الله سبحانه وتعالى ظاهرًا، وباطنًا؛ لأنه عبد لله وخُلِق للعبادة، فكل جسده مشغول بعبادة الله: لسانه، وقلبه، وجوارحه.

وفي قوله عز وجل: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56] أراد الله عز وجل منهم أن يعبدوه، لكن هذه الإرادة ليست إرادة كونية، وإنما هي إرادة شرعية دينية؛ ولذلك قد تقع وقد لا تقع، أما الإرادة الكونية فلابد أن تقع، فلو أراد الله من العباد إرادة كونية أن يعبدوه ما تخلف أحد عن عبادته، ولكنه سبحانه أراد منهم ذلك شرعًا، والإرادة الشرعية والدينية قد تقع وقد لا تقع.

و«الجِن»: عالَم من عالَم الغيب، نؤمن بهم، ولكننا لا نراهم، ولذلك سُموا بالجن، من الاجتنان وهو الاستتار، ويقال: «جَنَّه الليلُ» إذا سَتَره، ويقال: «الجنين في البطن» لأنه مستتر.

فالجن سُموا جِنًّا لأنهم مستترون عن أبصارنا لا نراهم ﴿إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ [الأعراف: 27]، فهم من عالَم الغيب.


الشرح