×

والإيمان بهم واجب، ومَن جَحَد وجود الجن فهو كافر؛ لأنه مُكذِّب لله ورسوله وإجماع الأمة على وجود الجن.

وهؤلاء الذين أنكروا وجودهم على أي شيء يعتمدون؟ لا يعتمدون على شيء إلاَّ أنهم لا يرونهم.

وهل كل موجود لابد أن تراه؟! هناك أشياء كثيرة لا تراها وهي موجودة.

مثلاً: الرُّوح التي تحركك؛ تمشي بها وتقعد، هل تراها؟ والعقل موجود ومع هذا لا تراه.

فليس كل شيء موجود لابد أننا نراه، هناك أشياء كثيرة جدًّا لا نراها، وربما بعضها يعيش معنا - ولله الحكمة سبحانه وتعالى، ومن ذلك «الجن» وهم عالَم عظيم، إلاَّ أننا لا نراهم، وهم مكلَّفون مثل الإنس.

وأما «الإنس»: فمن الاستئناس؛ لأنهم يأنس بعضهم ببعض، ويألف بعضهم بعضًا، وهم بنو آدم.

الله سبحانه وتعالى بَيَّن لنا الحكمة من خلقه الثَّقَلَيْنِ - الجن والإنس - وهي: أنه إنما خلقهم لشيء واحد، وهو العبادة؛ ولهذا جاء بالحصر ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56] حَصَر الحكمة من خلق الجن والإنس في شيء واحد وهو أنهم يعبدونه.

فالحكمة من خلق المخلوقات هي عبادة الله سبحانه وتعالى، خَلَق الله الجن والإنس للعبادة، وخَلَق كل الأشياء لمصالحهم، سَخَّرها لهم ليستعينوا بها على عبادته سبحانه وتعالى.


الشرح