×

وقول الله عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ الآية.

يخبر عز وجل أنه بَعَث في كل قرن وطائفة من الأمم - رسولاً يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وينهَى عن عبادة ما زينه الشيطان لهم وأوقعهم فيه من عبادة ما سواه. فمنهم مَن هدى اللهُ ووَحَّده عز وجل بالعبادة وأطاع رسله. ومنهم مَن حقَّت عليه الضلالة فأشرك مع الله غيره بعبادته، ولم يقبل هدى الله الذي جاءت به الرسل؛ كما قال عز وجل: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ [الأنبياء: 25].

**********

يقول الله عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا «اللام» هنا لام القَسَم، و «قد» حرف تحقيق. وتقدير الكلام: «والله لقد بعثنا» ولذلك تسمى هذه اللام بالمُوطِّئة للقَسَم، ﴿بَعَثۡنَا البعث هو الإرسال.

﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ يعني: في كل جيل من الناس؛ لأن الأمة هي الجيل من الخلق، بَعَث الله فيهم ﴿رَّسُولًا، فالله سبحانه لم يترك الناس بدون رسل، فكل جيل وأمة من الناس جاءهم رسول من الله سبحانه وتعالى؛ كما جاء إلى قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم شعيب، وأصحاب مَدْيَن، والمؤتفكات، وقوم إبراهيم، وقوم لوط.

« وكما جاء محمد صلى الله عليه وسلم إلى أمته من الثقلين الجن والإنس، قال عز وجل: ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۚ وَإِن مِّنۡ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٞ [فاطر: 24]، وقال عز وجل في سورة النساء: ﴿إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَٰرُونَ وَسُلَيۡمَٰنَۚ


الشرح