وَءَاتَيۡنَا
دَاوُۥدَ زَبُورٗا ١٦٣وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا
لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا ١٦٤رُّسُلٗا
مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ
ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا ١٦٥﴾ [النساء: 163- 165].
فالله سبحانه لم يترك الخلق هَمَلاً، بل أرسل
إليهم الرسل، وأنزل إليهم الكتب، فبَلَغَتْهم دعوة الرسل جيلاً بعد جيل، إما أن
يُبْعَث فيهم رسول خاص، وإما أن تَبْلُغهم دعوة رسول قبلهم، فرسالات الرسل باقية
ومتواصلة من نوح إلى محمد - عليهم الصلاة والسلام -، قال عز وجل: ﴿ثُمَّ
أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ﴾ أي: متتابعة ﴿كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةٗ رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُۖ﴾ [المؤمنون: 44]، فالرسل سلسلة متواصلة، والخلق
كلهم بَلَغَتْهم دعوة الرسل، ولم يَبْقَ أحد لم تبلغه دعوة الرسل إلاَّ المعاندين
والمكابرين والجاحدين، فهؤلاء لهم شأن آخر.
وفي قوله عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36] بيان لما جاءت به الرسل، وهو الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.
قوله عز وجل: ﴿ٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ﴾ هذا هو الأمر
بالتوحيد. وقوله عز وجل: ﴿وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ هذا هو النهي عن الشرك.
والمراد بالطاغوت هنا: كل ما عُبِد من دون الله
عز وجل. وهو مأخوذ من الطغيان، أي: مجاوزة الحد والخروج عن الحق. فكل ما عُبِد من
دون الله فهو طاغوت، سواء كان راضيًا بذلك أم لم يَرْضَ بذلك؛ كما عُبِد بعض الرسل
والصالحين وهم لم يَرْضَوا بذلك، فهم بَراء من هذه