العبادة، ولكن عبادتهم عبادة للطاغوت وهو
الشيطان؛ لأنه هو الذي أَمَر بذلك.
فالطاغوت قد يراد به المعبود نفسه إذا كان
راضيًا بذلك، وقد يراد به الشيطان إذا كان المعبود غير راضٍ بذلك؛ لأن الشيطان هو
الذي أَمَر بعبادة غير الله عز وجل، وكل شرك هو عبادة للطاغوت.
فدلَّ على أن جميع الرسل جاءوا بالأمر بعبادة
الله والنهي عن الشرك؛ لأنه لا يكفي الأمر بعبادة الله، بل لابد من النهي عن
الشرك.
وهذا معنى «لا إله إلاَّ
الله»؛ لأنها تجمع بين نفي الشرك وإثبات التوحيد. فلا يكفي أن الإنسان يعبد
الله، بل لابد أن يجتنب الطاغوت ويجتنب الشرك، وإلا فإن عبادته تَبطل إذا خالطها
شرك.
وكذلك لابد أن يتبرأ من الشرك ومن المشركين ويعاديهم في الله عز وجل. أما
إذا كان لا يتبرأ منهم ولا يبغضهم؛ فإنه أقرَّهم على ما هم عليه فيكون لم يتبرأ من
الشرك فلا ينفعه التوحيد. ﴿وَٱجۡتَنِبُواْ
ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ يشمل ترك عبادة الطاغوت، ويشمل البراءة أيضًا ممن يَعبد
الطاغوت.