قال: «المراد بالتوحيد: توحيد
العبادة»؛ لأن أقسام التوحيد ثلاثة:
القسم الأول: توحيد الربوبية، وهو إفراد الله عز وجل
بالخَلْق، والرزق، والتدبير، والإحياء والإماتة، وتدبير الخلائق.
فيعتقد العبد أنه لا خالق، ولا رازق، ولا محيي، ولا ضار، ولا نافع، إلاَّ
الله سبحانه وتعالى. هذا يسمى: «توحيد
الربوبية»، وهو توحيده بأفعاله سبحانه وتعالى، فلا أحد يخلق مع الله، ولا أحد
يرزق مع الله، ولا أحد يحيي ويميت مع الله سبحانه وتعالى.
وهذا النوع مَن أقر به وحده لا يكون مسلمًا؛ لأنه قد أَقر به الكفار، كما
ذكر الله عز وجل في القرآن في آيات كثيرة: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ﴾ [لقمان: 25]، ﴿قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ
وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ
مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ
فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ [يونس: 31]، ﴿أَمَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ
ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَمَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ
مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [النمل: 64] إلى
غير ذلك من الآيات التي أخبر الله فيها أن المشركين يُقِرون بأن الله هو الخالق،
والرازق، والمحيي، والمميت. ومع هذا لم يكونوا مسلمين، لماذا؟ لأنهم لم يأتوا
بالنوع الثاني، الذي هو مدار المطلوب.
القسم الثاني: توحيد الألوهية، ومعناه: إفراد الله عز وجل
بالعبادة. هذا غير إفراده بالخَلْق والرزق والتدبير، بل إفراد الله بالعبادة، بألا
يُعبد إلاَّ الله سبحانه وتعالى؛ لا يصلَّى، ولا يُدعى، ولا يُذبح، ولا يُنذر،