والعجب أن كثيرًا ممن
ينتسبون اليوم إلى الإسلام لا يفهمون معنى «لا
إله إلاَّ الله»، فتجدهم يقولونها ويعبدون الحسن، والحسين، وعبد القادر
والبدوي... إلى غير ذلك، فيذبحون لهم، وينذرون لهم، ويستغيثون بهم! وهم يقولون: «لا إله إلاَّ الله» وما فهموا معنى «لا إله إلاَّ الله»، وينسبون أنفسهم إلى
الإسلام، وهذه مصيبة عظيمة! أن الإنسان ينتسب إلى شيء ولا يعرفه ولا يحققه.
وقول عز وجل: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ
تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ
إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡٔٗا﴾ [آل عمران: 64]
دلَّ على أنه ليس كل من قال: «لا
إله إلاَّ الله» قد حقق التوحيد، وليس كل مَن تَعَلَّم أيضًا يَعرف معنى «لا إله إلاَّ الله»، فإذا كان أهل
الكتاب يجهلون معنى «لا إله إلاَّ الله»،
فلا تستغرب أن يكون في المسلمين اليوم علماء يجهلون معنى «لا إله إلاَّ الله»!
ولما أَرسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا رضي الله عنه إلى اليمن، قال له: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» ([1]) مع أنهم أهل كتاب، صاروا بحاجة إلى أن يُدْعَوا إلى «لا إله إلاَّ الله» فدل على أن العالِم قد لا يعرف معنى «لا إله إلاَّ الله» وهو عالم! وهذه مصيبة عظيمة ناتجة عن عدم الاهتمام بهذا الأمر العظيم الذي هو أساس الدين وطريق النجاة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1395)، ومسلم رقم (19).