وقول
الله عز وجل: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا
تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾، هذه الآية تبين العبادة التي خُلِقوا لها أيضًا؛
فإنه عز وجل قرن الأمر بالعبادة التي فرضها بالنهي عن الشرك الذي حرمه، وهو الشرك
في العبادة. فدلَّت هذه الآية على أن اجتناب الشرك شرط في صحة العبادة، فلا تصح
بدونه أصلاً؛ كما قال عز وجل: ﴿وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ
عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنعام: 88].
**********
قوله عز وجل: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا
تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ
وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ
وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا﴾ [النساء: 36].
·
هذه الآية تسمى «آية الحقوق العَشَرة»:
أولهما: حق الله عز وجل.
والثاني: حق الوالدين.
والثالث: حق القرابة.
ثم تأتي بقية الحقوق العَشَرة، كلها مذكورة في هذه الآية.
فقوله ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ هذا هو معنى «لا
إله إلاَّ الله»، ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ﴾ هو معنى الإثبات «إلا الله»، ﴿وَلَا
تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ هذا هو معنى النفي «لا إله»، ففيها معنى «لا إله
إلاَّ الله» التي هي كلمة الإخلاص.