×

ولا تكفي العبادة فقط، بل لابد من تجنب الشرك؛ لأن المشركين كانوا يعبدون الله أيضًا، فيحجُّون، ويتصدقون، ويخدمون البيت العتيق، ويخدمون الحُجاج، ويعملون أنواعًا من القربات، ويكرمون الضيف، ويُحسنون إلى الجار، وعندهم أنواع من العبادات؛ لكنها لا تنفعهم لأنهم يشركون بالله عز وجل، فالشرك يُبطل هذه العبادات كلها.

فلا يكفي أن الإنسان يعبد الله، بل لابد أن يترك عبادة ما سواه؛ كما قال عز وجل: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ [البقرة: 256]، قَدَّم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله؛ لأن الإيمان بالله لا ينفع مع عدم الكفر بالطاغوت.

وهذا أمر يجب الانتباه إليه؛ لأن البعض يقول: إنَّ حال الناس الذين عند القبور، يبكون، ويُصَلُّون، ويصومون، ويحجون، ويتضرعون، فهل تذهب أعمالهم هباء؟! أليسوا مسلمين؟!

نقول: لا، ما هم بمسلمين؛ لأنهم يشركون بالله عز وجل، فالشرك يحبط الأعمال! فالإنسان قد يصوم، ويصلي، ويحج، ويصل الرحم، ويبر الوالدين، وهو مشرك؛ والشرك يحبط الأعمال، فتكون هباءً منثورًا يوم القيامة لا قيمة لها.

كما لو صلى الإنسان وهو مُحْدِث، أو أحدث وهو يصلي، فلا تصح صلاته؛ لبطلان شرط من شروطها وهو الطهارة. فكذلك إذا أشرك العبد بَطَلت عبادته كما يُبطل الحَدَث الصلاة.


الشرح