قال عز وجل: ﴿وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ
وَيَعۡقُوبَۚ كُلًّا هَدَيۡنَاۚ وَنُوحًا هَدَيۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِۦ
دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَٰرُونَۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي
ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٨٤وَزَكَرِيَّا وَيَحۡيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلۡيَاسَۖ كُلّٞ مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ
٨٥وَإِسۡمَٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطٗاۚ وَكُلّٗا فَضَّلۡنَا عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ
٨٦وَمِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡ وَإِخۡوَٰنِهِمۡۖ وَٱجۡتَبَيۡنَٰهُمۡ
وَهَدَيۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٨٧ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ
مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ
يَعۡمَلُونَ ٨٨﴾ [الأنعام: 84- 88].
لو أشرك هؤلاء الأنبياء لحبطت أعمالهم وهم أنبياء! وهذا من باب الفرض، وإلا
فمعلوم أن الأنبياء لا يشركون، لكن لو أشرك الأنبياء - على شرفهم وشرف مقامهم -
لحبطت أعمالهم، فكيف بغيرهم؟!
والشرك ليس خاصًّا بعبادة الأصنام كما يقوله بعض المغرورين، بل إن عبادة
القبور، والاستغاثة بالأموات، والذبح لهم، والتقرب إليهم - هذه عبادة الأصنام! فلا
فرق بين اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، وهذه القبور التي تُعبد من دون الله
عز وجل؛ لأن الشرك هو عبادة غير الله، سواء كان صنمًا، أو شجرًا، أو مع الأحجار أو
مع القبور، أو مع البشر، أو مع الأنبياء، أو مع الأولياء والصالحين، كله شرك بالله
عز وجل.