قال: «وقد وقع الأكثر من متأخري
هذه الأمة في هذا الشرك، الذي هو أعظم المحرمات» أعظم الذنوب هو الشرك ولذلك
لا يغفره الله؛ فإن الذنوب التي هي غير الشرك تحت المشيئة، إن شاء الله غفرها وإن
شاء عَذَّب بها، أما الشرك فلا يُغفر، قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48]، فدل
على أن الشرك هو أخطر الذنوب وأكبرها.
وأكثر متأخري هذه الأمة في هذا الشرك، أما السابقون الأولون من السلف
الصالح فلم يقعوا في شيء من هذه الأمور. فانتشرت في القرون المتأخرة عبادة القبور،
ودعاء غير الله عز وجل، والذبح والنذر لغير الله، وعادوا إلى الشرك الذي كانت عليه
الجاهلية الأولى.
وأول مَن دَس الشرك في الإسلام الشيعة الفاطمية الذين استولَوا على بلاد
المغرب ومصر، وعلى أصقاع كبيرة من بلاد المسلمين، فبنَوا المَشاهد على القبور،
وأسرجوها، ونمقوها وزخرفوها، حتى افتتن الناس بها وتعلقوا بها، وصاروا يَدْعُونها
من دون الله عز وجل.
فحدث الشرك في هذه الأمة بسبب الغلو في الصالحين، والغلو في الأموات، وبناء
المساجد على قبورهم.
ثم قلَّدهم الصوفية والخرافيون من غير الشيعة، فصاروا يبنون على القبور،
والمسجد الذي لا يوجد فيه قبر ليس له قيمة عندهم، فلا يذهبون إلى المساجد الخالية
من القبور. وهذه فتنة والعياذ بالله.
فأول مَن أظهر هذا هم أعداء الله الشيعة الذين اندسوا في الإسلام لإفساده،
وهم صنيعة من صنائع اليهود أو من صنائع المجوس.