×

خاضوا في هذا الأمر وحللوا وحرموا من عند أنفسهم، قال الله عز وجل لنبيه: ﴿قُلۡ تَعَالَوۡاْ أي: أقبِلوا وهَلُموا إليَّ؛ ذلك لأن الإنسان لا يستفيد إلاَّ مع الإقبال إلى المعلِّم والداعية إلى الله عز وجل. أما المُعْرِض فلا يستفيد.

قال عز وجل: ﴿قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ يعني: أقرأ ما حرَّم ربكم عليكم من كتاب الله عز وجل، فليس هو من الأهواء والتخرصات والظنون، ولا من تقليد الآباء والأجداد من غير دليل؛ بل هو وحي الله عز وجل.

ثم بدأ بالشرك فقال: ﴿أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ وهذا هو أعظم المحرمات، بدأ به سبحانه وتعالى. وفي ضمنه الأمر بإفراد الله عز وجل بالعبادة، وهذا حق الله عز وجل.

ثم قال: ﴿وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗاۖ هذا هو الحق الثاني؛ كما في قوله عز وجل: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ [الإسراء: 23].

ثم ذَكَر عَشْر وصايا في هذه الآيات الثلاث إلى قوله عز وجل: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153].

ولذلك سُميت بآيات الوصايا العشر: أولها الوصية بعبادة الله وتَرْك عبادة ما سواه، وآخرها اتباع الصراط المستقيم.


الشرح