×

وقوله: ﴿قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ أي: حرم عليكم الشرك الذي نهاكم عنه بقوله: ﴿أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ.

فالشرك أعظم ذنب عُصِي الله به: أكبره وأصغره.

وقد وقع الأكثر من متأخري هذه الأمة في هذا الشرك، الذي هو أعظم المحرمات؛ كما وقع في الجاهلية قبل مَبْعَث النبي صلى الله عليه وسلم، عبدوا القبور، والمَشاهد، والأحجار، والأشجار، والطواغيت، والجن؛ كما عَبَد أولئك اللات، والعزَّى، ومناة، وهُبَل... وغيرهم من الأصنام والأوثان، واتخذوا هذا الشرك دينًا، ونَفَروا إذا دُعُوا إلى التوحيد أشد نُفْرة، واشتد غضبهم لمعبوداتهم؛ كما قال عز وجل: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ [الزمر: 45].

**********

 لما ذَكَر الله في سورة الأنعام تخرُّصات أهل الجاهلية وخوضهم في الحلال والحرام، وأنهم حَرَّموا أشياء من الطيبات، واستباحوا أشياء من المحرمات، فاستباحوا الميتة وأكلوها، وحرموا أنواعًا من بهيمة الأنعام، ﴿وَقَالُواْ هَٰذِهِۦٓ أَنۡعَٰمٞ وَحَرۡثٌ حِجۡرٞ [الأنعام: 138] يعني: ممنوعة محرمة. وكذلك الزروع حرموا شيئًا منها. فهذا تحريم من عند أنفسهم لم يشرعه الله سبحانه وتعالى ﴿لَّا يَطۡعَمُهَآ إِلَّا مَن نَّشَآءُ بِزَعۡمِهِمۡ وَأَنۡعَٰمٌ حُرِّمَتۡ ظُهُورُهَا وَأَنۡعَٰمٞ لَّا يَذۡكُرُونَ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا ٱفۡتِرَآءً عَلَيۡهِۚ [الأنعام: 138]، أي: لا يركبونها، بل يذبحونها للأصنام والأحجار والأشجار.


الشرح