والدين هو العبادة وهو
الدعاء، قال عز وجل: ﴿فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ
مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ﴾ [الزمر: 2]، فسمى الدين عبادة وسمى العبادة دينًا. وفي
قوله عز وجل: ﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ
مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [غافر: 14] سمى الدعاء دِينًا.
قال: «كما قال العلامة ابن القيم رحمه
الله:
والأمر والنهي الذي
هو دينه **** وجزاؤه يوم المعاد الثانِ»
أي أن الله عز وجل أَمَر ونَهَى: أَمَر بالتوحيد والطاعات والعبادات،
ونَهَى عن الشرك والمعاصي. والله سبحانه يجازي على هذا الدين، فيجازي أهل العبادة
والتوحيد بالجنة، ويجازي أهل الشرك بالنار.
قال: «وتَقَدَّم أن أصله وأساسه توحيد
العبادة»، أي: توحيد الألوهية، وهو إفراد الله بالعبادة. أما توحيد الربوبية
فهذا لا يكفي، وهو الذي يُقِر به الكافرون والمشركون، فلم ينفعهم إقرارهم به لما
كانوا يشركون في العبادة.