وليس الشيخ هو الوحيد الذي اتُّهِم وشُبِّه على دعوته.
وإذا كان الرسل عليهم الصلاة والسلام تناولهم شيء من هذا، فأتباعهم من باب
أَوْلى، قال عز وجل: ﴿مَّا يُقَالُ لَكَ
إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ
وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ﴾ [فصلت: 43].
لكن هل ضَرَّ الشيخَ هذا؟ وهل ضر دعوته؟ لم يضره شيء ولله الحمد، وأصبح هذا
الكتاب مَسَبَّة على صاحبه وعلى أتباعه؛ لأنه سَجَّل فيه جهالاته وضلالاته، وشهد
على نفسه بمعاداة التوحيد وأهله!!
قال صلى الله عليه وسلم: «بَدَأَ
الإِْسْلاَمُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى
لِلْغُرَبَاءِ».
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ
أَسْلَمَ مَعَكَ؟ قَالَ: «حُرٌّ
وَعَبْدٌ» ([1])، «حُر»: وهو أبو بكر رضي الله عنه، و «عَبْد»: وهو بلال رضي الله عنه.
هذا أول ما بدأ الإسلام، لم يكن معه صلى الله عليه وسلم إلاَّ قليل، وكان
الناس يتهددونه في الشوارع، ولا يتركونه صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت أو يصلي!!
ثم أَخَذ الإسلام يظهر شيئًا فشيئًا حتى عم المشارق والمغارب.
قال صلى الله عليه وسلم: «وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا»، سيعود الإسلام الصحيح غريبًا في آخر الزمان بين المسلمين ومدَّعي الإسلام والكفار، مثلما بدأ غريبًا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (832).