×

وقد اشتدت غربة الإسلام حتى عاد المعروف منكرًا والمنكر معروفًا! فنشأ على هذا الصغير، وهَرِم عليه الكبير. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بَدَأَ الإِْسْلاَمُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» ([1]).

**********

الذين يَدَّعُون الإسلام هم الآن بالمليارات، لكن الإسلام الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هذا قليل وغريب بين أهله المنتسبين إليه.

ومَن قام به عُودي وحُورب وجُهِّل، ولُقِّب بالألقاب الشنيعة، ووُجِّه إليه أفظع التهم والافتراءات، ولم يَسْلَم من ذلك الأنبياء ولا أتباعهم، كلهم يُتَّهَمون إذا دَعَوا إلى الله وأنكروا ما عليه أهل الباطل، تُوَجَّه إليهم التهم بأنهم يريدون المُلْك والرياسة، ويريدون الأموال، والرياء والسمعة، وأنهم سحرة، وأنهم مجانين؛ كما هو مذكور في القرآن من أقوال الكفار في اتهام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، خصوصًا نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن دونه من أهل العلم؟!

مثل الشيخ محمد بن عبد الوهَّاب رحمه الله، لما دعا إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، اتهموه، وكَذَبوا عليه وافترَوا عليه.

وانظر إلى ما كتبه دحلان في كتابه «الدرر السنية في الرد على الوهابية»، فقد ادعى أن الشيخ كان يضمر أن يدعي النبوة، لكن لما رأى أن الناس لن يصدقوه كتم هذه الفكرة، وإلا فهي في نفسه!! فكأن دحلان هذا يعلم ما في القلوب ويعلم الغيب... إلى غير ذلك من الافتراءات المضحكة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (145).