×

 ولهذا يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: «كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي» ([1])، هذا هو الفقه العظيم.

كذلك توحيد الأسماء والصفات، جهلوه وأنكروه، وقالوا: «هذه الآيات التي فيها الأسماء والصفات ليست على ظاهرها؛ لأن ظاهرها التشبيه والتجسيم!!» يسمونه تشبيهًا وتجسيمًا، فإما أن يفوِّضوها، ويقولوا: ليس لها معنى معروف، وإما أن يؤولوها إلى معانٍ أخرى غير معانيها الصحيحة.

فعطلوا أسماء الله وصفاته من مدلولاتها؛ لأنها عندهم تقتضي التشبيه والتجسيم! وهل الله عز وجل يخاطب العباد بشيء فيه تجهيل وتضليل؟ هذا تجهيل وغش يُنَزَّه الله عز وجل عنه!!

ولهذا يقول بعضهم: «القرآن كله شرك»، لماذا؟ لأنه كله توحيد. والتوحيد عندهم يسمونه شركًا، والشرك يسمونه توحيدًا، وهذا انتكاس في الفِطَر، والعياذ بالله.

ويقول بعضهم عن كتاب «التوحيد» لابن خزيمة الإمام الجليل إمام الأئمة يقول: «هذا كتاب الشرك» لماذا؟ لأنه يُثْبِت الأسماء والصفات لله! وعندهم إثبات الأسماء والصفات لله شرك؛ لأنه تجسيم وتشبيه!!

انظر كيف يعمي الله عز وجل البصائر، ويُنكِّس الفِطَر؛ عقوبة لمن أصر على الباطل ورفض الحق؟!


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).