×

ولهذا يقول الإمام المجدِّد رحمه الله في «كشف الشبهات»: «لا خير في رجلٍ جُهَّال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلاَّ الله».

فهم لهم دراية في الفقه وعلم الحديث، ومنهم مُحَدِّثون أيضًا، ولهم دراية في التفسير، وفي علم اللغة! ومع هذا هم في التوحيد صِفْر، ليس عندهم شيء.

بدليل أنهم ما اهتموا به ولا دَعَوا إليه ولا قاموا به، ويرون أن التوحيد هو أن تُقِر بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت، فقط ويصرحون بهذا. هذا أَقَر به المشركون من قبل، وليس هذا هو التوحيد المطلوب.

ومَن يقرأ أي كتاب من عقائد علماء الكلام يجد أنهم يركزون على توحيد الربوبية فقط.

ثم إنهم أيضًا لا يستدلون بآيات أو أحاديث، وإنما يأتون بعلم الجدل، فيقولون: لو كان كذا لكان كذا. ولو كان كذا... إلى آخره.

ويقولون: هذا هو الإسلام!!

وهذا من جهلهم بمعنى الشرك؛ لأن مَن جَهِل شيئًا وقع فيه، وهذه مصيبة! أن يجهل الإنسان الشرك ويقول: «أنا موحِّد»، و «أنا مسلم». فيقع فيه.

وما أَحْسَنَ قول الشاعر:

عَرَفتُ الشر لا للشر ولكن لتوقيهِ **** ومَن لا يعرف الشر يقع فيهِ


الشرح