وقد
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ
فِرْقَةً، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً،
وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي
النَّارِ، إلاَّ وَاحِدَةً»، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَا
أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([1]).
وهذا
الحديث صح من طرق كما ذكره العماد ابن كثير وغيره من الحُفَّاظ، وهو في السنن
وغيرها، ورواه محمد بن نصر في كتاب «الاعتصام».
وقد
وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بعد القرون الثلاثة؛ فلهذا عمَّ الجهل
بالتوحيد الذي هو أصل دين الإسلام؛ فإن أصله أن لا يُعْبَد إلاَّ الله، وأن لا
يُعْبَد إلاَّ بما شَرَع، وقد تُرِك هذا، وصارت عبادة الأكثرين مشوبة بالشرك
والبدع.
لكن
الله عز وجل - وله الحمد - لم يُخْلِ الأرض من قائم له بحججه، وداعٍ إليه على
بصيرة؛ لكيلا تَبْطُل حجج الله وبيناته التي أنزلها على أنبيائه ورسله، فله الحمد
والشكر على ذلك.
**********
قوله صلى الله عليه وسلم: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً...» هذا حديث وإن لم يكن في الصحيحين لكن إسناده جيد، صححه جمع من الحفَّاظ، وله طرق يقوِّي بعضها بعضًا.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4596)، والترمذي رقم (2640)، وابن ماجه رقم (3991)، وأحمد رقم (8396).