والظلم في اللغة: هو وضع الشيء في غير موضعه، ويطلق على النقص؛ كقوله عز
وجل: ﴿ءَاتَتۡ أُكُلَهَا وَلَمۡ
تَظۡلِم مِّنۡهُ شَيۡٔٗاۚ﴾ [الكهف: 33].
· وأما في الشرع فالظلم ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ظلم الشرك. وهذا أعظم الظلم، فالمشركون أعظم ظلمًا؛
لأنهم وضعوا العبادة في غير موضعها، ولأنهم تنقَّصوا حق الله سبحانه وتعالى.
لماذا سُمي الشرك ظلمًا؟
لأن الظلم في الأصل: وَضْع الشيء في غير موضعه. والشرك معناه: وَضْع
العبادة في غير موضعها. وهذا أعظم الظلم؛ لأنهم لما وضعوا العبادة في غير موضعها،
أَعْطَوها لغير مستحقها، وسَوَّوا المخلوق بالخالق، سَوَّوا الضعيف بالقوي الذي لا
يعجزه شيء، وهل بعد هذا الظلم؟!
النوع الثاني: ظلم العباد بعضهم لبعض؛ بالتعدي عليهم، بأكل أموالهم
أو ضَرْبهم أو قَتْلهم، أو بالخوض في أعراضهم.
وهذا خطير جدًّا؛ فإن حقوق العباد لا تسقط بالتوبة فقط، بل لابد أن يصفحوا عنها، وإلا فإنه سيُقتَص للمظلومين يوم القيامة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ، مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ» ([1])، «الشاة الجلحاء»: هي التي ليس لها قرون.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2582).